recent
أخبار ساخنة

كيف التعامل مع طفل لا ينتبه في القسم وعنده قلة الفهم والتركيز

قلة الفهم والتركيز
كيف التعامل مع طفل لا ينتبه في القسم وعنده قلة الفهم والتركيز

الكثير من الاولياء يشتكون من صعوبة قلة الفهم والتركيز في القسم عند الطفل.
ضعف التركيز الذي لدى الطفل وكثرة السرحان الذي يصيبه - هو أمرٌ له أسبابه، هذه العبارة هي الأقرب، وهي أنه ضعيف التركيز وإن كان لديه قدر منه بإذن الله عز وجل، فالسبب الذي يؤدي إلى مثل هذا النوع من ضعف الإمعان والتركيز عند المراجعة للدروس أو عند إلقاء المعلم للشرح راجع إلى أسباب محتملة، وإن كنا نود أنك بيَّنت عمر ابنك الحبيب وكذلك بيَّنت طبيعته من الناحية الأسرية التي يعيشها، وكذلك الأنشطة التي قد يقوم بها، وكذلك مدى مطالعاته للتلفاز أو الألعاب الأخرى التي يحب أن يلهو بها كالألعاب الآلية (الإلكترونية) وغير ذلك من الأمور؛ لأن هذا يعين على إيضاح الأسباب التي تؤدي إلى هذا المعنى.

والمراد أن ضعف التركيز يحدث عادة تشتت الذهن، وهذا كما أنه يوجد في الكبار يوجد كذلك في الصغار سواءً بسواء، بل هو في الصغار أشد؛ لأن طبيعة الطفل أنه يكون لاهياً لاعباً بفكره؛ فهو يفكر في اللعب ويفكر في كثير من الأمور المسلية، وربما كذلك كانت الأسباب راجعة إلى بعض المشاكل التي يعاني منها، خاصة إذا وجد عدم استقرار أسري مثلاً، وهذا بحمدِ الله لا نظنّ أنه قائم لديكم، وإنما ذكرناه للبيان العام. 

ومن الأسباب أيضاً الإفراط في مشاهدة الأفلام والألعاب الكرتونية، لا سيما التي تؤدي إلى الخيال الواسع، خاصة إذا كان مضافاً إليها الأصوات المثيرة واللقطات التي تهيج الإنسان وتشد انتباهه؛ فإن البحوث الاختصاصية تثبت أن ضعف التركيز في هذه الحالة يصيب الطلبة بل ويؤدي إلى أنواع من الأرق، وربما أدى إلى كثرة الخيال والسرحان، وكل ذلك بسبب الإمعان في مثل هذه المشاهدات نظراً لشدة الإثارة التي تحصل للطفل، وهذا يدرك بأدنى إشارة، فإن الإنسان مثلاً قد يُشاهد بعض اللقطات التي تُعرض على الشاشات وتظل ثابتة في مخيلته، وربما استحضرها وربما كذلك استحضر الأصوات، وهذا يحصل للكبار فضلاً عن الصغار.

ومن الأسباب أيضاً وجود قدر من القلق لدى الطفل كالخوف من الامتحانات، أو عدم الملاءمة بينه وبين بعض أساتذته أو بعض زملائه في المدرسة، فكل ذلك من الأسباب قد التي تؤثر عليه.

وهذه الحالة التي لدى ولدك الحبيب تحتاج إلى رعاية الأسباب التي تعين على تقوية جانب التركيز لديه وإضعاف جانب السرحان الزائد الذي يعاني منه، وإليك هذه الخطوات التي تعينه بإذنِ الله إعانة حسنة، ولكن أيضاً مع الصبر حتى تجد الثمرة قريباً بإذنِ الله:

1- الدعاء منك له، فإن دعوة الوالد لا ترد؛ كما قال - صلوات الله وسلامه عليه -: (ثلاث دعوات لا شك فيهنَّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده) أخرجه الإمام أحمد في المسند. 

2- الانتباه إلى الأسباب التي أشرنا إليها والتي تضعف التركيز، بحيث يكون هنالك عناية باختيار البرامج النافعة التي لا تؤدي إلى هذه الإثارة التي أشرنا إليها، لا سيما ما يتعلق بالأصوات، وكذلك تنظيم الوقت في مشاهدته للأفلام الكرتونية مثلاً والألعاب الآلية (الإلكترونية) كألعاب الحاسوب، على سبيل المثال، فهذا لابد من تنظيم الوقت فيه، ولابد أن يكون منظماً بحيث لا يمعن فيه إمعاناً يجعل ذهنه مركزاً عليه للأسباب التي أوضحنها في أول الكلام.

3- تنمية القدرات التي تعينه على ضبط تركيزه، فمن ذلك مثلاً أنك قد تطلب منه أن يقرأ قطعة صغيرة بمقدار نصف صفحة، ثم تطلب منه أن يحكي لك ماذا فهم منها، وتبين له أنه إن قام بقراءتها قراءة حسنة وفهم المراد منها فإنك حينئذ سوف تكافئه بهدية لطيفة قد خبأتها له وراء ظهرك، ثم بعد ذلك تتركه ليقرأ لوحده، وتعود إليه بعد خمس دقائق مثلاً وتسأله: ماذا فهمت من هذا النص الذي قرأته؟!

فهذا نوع من التحفيز على التركيز، ومن هذا أيضاً التعليم القرآني وهو آكد الأمور على الإطلاق، لأنه عندما يحاول حفظ شيء من كتاب الله عز وجل فإنه سوف يجلب ذهنه وتركيزه ليستقر المحفوظ في ذهنه، فلا انتظام للمحفوظ إلا بوجود التركيز كما لا يخفى على نظرك الكريم، وهذا ينفع طفلك نفعاً عظيماً، فلو أنك جعلته يدخل مركزاً لتحفيظ القرآن ثم يأخذ بالتدرج كل يوم شيئاً يسيراً من حفظ كتاب الله، وتُفهم المعلم أن المطلوب هو القدر اليسير وليس الإكثار عليه؛ فإنه سوف يستفيد فائدة عظيمة، وستجد أن قوة ذاكرته قد تحسنت، فإن من المنصوص اختصاصاً أن الحافظة لها مران وتدرب على الحفظ، فالذي يعتاد الحفظ يسهل عليه تحصيل المحفوظ في وقت أيسر ممن لم يعتده، فإن للذهن رياضة كما أن للبدن رياضة، وهذا أمر لو أنك استطعت أن تقوم به لوجدت أن ابنك الحبيب - حفظه الله تعالى ورعاه – قد قفز قفزات بعيدة بإذنِ الله، ورأيت منه ما تقر به عينك. ومن هذا المعنى:

4- أن تطلب منه أن يكتب بعض الكلمات التي يحسن كتابتها إملائياً، فإن هذا أيضاً يعين على التركيز وعلى أن يفكر فيما يكتبه وفيما يقوله، ويمكن أن تطلب من أمه أن تساعده في البداية، على أن تكون المساعدة في البداية قوية ثم تخففها الوالدة بالتدرج حتى تتركه تماماً ليعتمد على نفسه. ومن الأسباب التي تعين على التركيز أيضاً:

5- اختلاطه بالأطفال الذين في سنه والذين لديهم نباهة وحسن فهم، فإن هذا يصقل من قدراته ويعينه أيضاً على أن يقتدي بزملائه، وهذا يمكن أن يستخدم فيه أسلوب المسابقة الأدبية مثلاً أو أسلوب التحفيز الذي أشرنا إليه أولاً، فيقوى بذلك - بإذن الله عز وجل – في هذا الجانب. ومن هذا أيضاً:

6- الحرص على اصطحابه إلى بيت الله لأداء الصلاة، فإنه بذلك يتعود على أن يكون ساكناً هادئاً، ووجوده في بيت الله يخرجه من جو الضوضاء والضجيج الذي قد يكون في محيطه الدراسي عند اللعب مع الأولاد، أو يكون في البيت لا سيما مع إخوانه وأخواته إن وجدوا مثلاً، فبقاؤه في بيت الله يهذب نفسه ويعينه أيضاً على الاستماع إلى قراءة الإمام عند التلاوة وعلى أداء الصلاة بحركاتٍ منضبطة، فكل ذلك يجمع بإذن الله فهمه وعقله ويحسن أداؤه تحسيناً حسناً. والخطوة السابعة:

7- إشباعه عاطفياً، بمعنى أن يكون لوالدته الكريمة ضمٌ له على صدرها ومسحٌ على رأسه وتقبيلٌ له، وكذلك أنت، وكل ذلك باقتصاد واعتدال، كما لا يخفى على نظرك الكريم.

ونود أن تعيد الكتابة إلى موقع دراسة ديزاد بعد ثلاثة أسابيع بذكر النتائج والثمرات التي توصلت إليها، ولمتابعة هذا الأمر معك ولنطمئن على ولدك الكريم، حفظه الله تعالى ورعاه، ونسأل الله عز وجل لكم التوفيق والسداد، وأن يشرح صدوركم، وأن ييسر أموركم، وأن يجعلكم من عباد الله الصالحين، وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه، وأن يزيدكم من فضله، وأن يفتح عليكم من بركاته ورحماته.
وبالله التوفيق. 
google-playkhamsatmostaqltradent